الإسلام دين السلام وتحريم تهنئة المسيحيين في أعيادهم مخالفة للتشريع الإلهي.. أطروحة جديدة للشرفاء الحمادي

 0
الإسلام دين السلام وتحريم تهنئة المسيحيين في أعيادهم مخالفة للتشريع الإلهي.. أطروحة جديدة للشرفاء الحمادي
أطروحة الشرفاء الحمادي - مستشار العرب

يقول الشرفاء الحمادي في أطروحة اليوم، إن الله عز وجل دعا الناس جميعًا ليعيشوا الحياة الدنيا في أمن وسلام وتعاون على البر والتقوى، ونهاهم عن الإثم والعدوان. ثم يوضح الكاتب رفض الإسلام لكل الموروثات والتقاليد البالية التي تدعو للكراهية والحقد والفرقة والصراع، لأن الإسلام دين التسامح والمحبة والرحمة والتسابق في الخيرات. كما أمر الله الناس جميعًا بالدخول في السلم، ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان، ونقض العهود، وترك لنا حرية الاعتقاد، وأمر رسوله الكريم بتبليغ الدعوة، ولا يوجد في الإسلام وسطاء، فالله قريب من عباده. واختتم الشرفاء أطروحة اليوم قائلًا: "الذين يحرمون التهنئة للإخوة المسيحيين في أعيادهم المختلفة، إنهم يخالفون التشريع الإلهي".. التفاصيل في السياق التالي..

التفاصيل

التشريع حق إلهي

يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، إن الله لم يمنح أي إنسان حق التشريع في جميع الأديان، بل دعا الله للناس جميعًا أن يعيشوا في الحياة الدنيا بأمن وسلام ومحبة وتعاون على البر والتقوى، ونهى الله سبحانه عن التعاون على الإثم والعدوان.

التسامح والمحبة

ويضيف الشرفاء الحمادي قائلًا: "كل الموروثات والتقاليد البالية لدى المسلمين لا تمت بصلة لرسالة رب العالمين، رسالة الرحمة والتسامح والمحبة والتسابق في الخيرات، ومحاربة الكراهية والأحقاد والكبرياء والتعالي على الناس، فكل الناس سواسية أمام الله وأمام القانون، فلا ميزة لقوم على غيرهم، والله بواسطة رسوله عليه السلام بين لهم أنهم جميعًا إخوة في الخلق، كما وضح فى الكتاب المبين قول الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ) سورة النساء الآية (١)".

التعاون والسلام

ويواصل الشرفاء حديثه قائلًا: "نحن أشقاء في الخلق أمرنا الله سبحانه بنشر السلام والتعاون فيما بين الناس جميعًا، كما جاء في قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتقوى ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) سورة المائدة الآية (٢)، كما دعا الله كل الناس للدخول في السلم كافة، بتشريعاته، وذلك في قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) سورة البقرة الآية (٢٠٨)".

شمولية التشريع

ويوضح الشرفاء الحمادي شمولية وعمومية التشريع الإلهي، قائلًا: "هذا التشريع والأمر الإلهي للناس جميعًا، وفيه يحذرهم من دعوات الكراهية واتباع خطوات الشيطان، وقد كلف الله رسوله عليه السلام بإبلاغ الناس بأمره سبحانه، ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾ سورة الإسراء الآية (٥٣)، كما أمر الله سبحانه الناس جميعًا بإفشاء السلام في قوله بما نطق عنه رسول الله، (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ على كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) سورة النساء الآية (٨٦)".

نقض العهد مع الله

ويتحدث الشرفاء الحمادي عن سلوك المسلم في المنهاج الإلهي فيقول: "لقد وضع الله في كتابه الكريم قواعد سلوك المسلم، ومن يخالف تلك القواعد الأساسية في معاملة المسلم من الناس، فقد نقض عهده مع الله ولم تعُد له صلة بالإسلام، فالإسلام نظام اجتماعي وقواعد للسلوك والمعاملات، يستهدف أن يعيش الناس جميعًا في مجتمعاتهم إخوة متحابين ومتعاونين يحترم بعضهم بعضًا، ويدافع كل منهم عن حق الإنسان في اختيار دينه ومذهبه ونمط حياته، فالله خلق الناس أحرارًا، فلم يعين وصيًا ليراقب الناس في أديانهم ويفتش عليهم في أداء شعائرهم، ألم يحترموا التشريع الإلهي الذي وضعه الله للناس في آيات القرآن الكريم، ومنح كل الناس الحرية المطلقة في اختيار الدين الذي يرتضونه، حيث تظل تلك العلاقة علاقة فردية بين الله والإنسان، ونهى الله سبحانه عن أن يتدخل أيٌّ كان في عبادة الآخرين، فكل إنسان مسؤول عن نفسه أمام الله".

حرية الاعتقاد

وعن حرية اختيار الدين قال الشرفاء الحمادي: "لقد وضع الله تشريعًا لحرية الاختيار للناس فى أديانهم ومذاهبهم في قوله سبحانه الذي بلغه الرسول للناس أمر ربهم: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، سورة الكهف الآية (٢٩)، حتى الرسول عليه السلام عرفه الله بمهمته في حمل الرسالة، فخاطبه ربه بقوله سبحانه: ﴿رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا﴾ الإسراء (٥٤)".

الوسطاء والحماة

ويكمل الشرفاء الحمادي حديثه قائلًا: "إذا كان الله لم يعطِ رسوله حق الوكالة على الناس في اختيار دينهم، لتظل العلاقة بينهم وبين الله مباشرة دون وسيط من الأحبار أو القساوسة أو شيوخ الدين، فالله أقرب للناس من حبل الوريد، ويعلم ما في السماوات والأرض، ولا يحتاج لوكلاء ينوبون عنه على الناس فى الأرض، أو وكلاء مكلفين بمراقبة عبادتهم، وأوصياء من الله على عباده، فليتوقف كل الذين نصبوا أنفسهم حماةً للأديان ووسطاء عند الله، كلما احتاج الناس للتواصل مع ربهم، في الوقت الذي يدعو فيه الله سبحانه كل الناس مخاطبًا رسوله ليبلغهم: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ سورة البقرة الآية (١٨٦)، كما أن الله سبحانه لم يمنح الرسل والأنبياء صلاحية التشريع في التحليل والتحريم في كل ما يتعلق بالرسالات التي أرسلها الله سبحانه للناس من نوح إلى محمد خاتم الانبياء والمرسلين، وقد حذر الله سبحانه كل الناس بعدم التدخل في تشريعاته بقوله: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلَالٌ وهذا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) سورة النحل الآية (١١٦)".

تهنئة المسيحيين

ويختتم الشرفاء الحمادي حديثه قائلًا: "الذين يحرمون التهنئة للإخوة المسيحيين في أعيادهم المختلفة، إنهم يخالفون التشريع الإلهي الذى يدعو الناس جميعًا لنشر السلام والتسامح والتراحم فيما بينهم، والتعاون لما يحقق مصلحة الناس فى مجتمعاتهم، ليحقق لهم الأمن والسلام والحياة الطيبة، لقد وصف الله سبحانه أولئك الذين تجرأوا على أن يشرعوا كذبًا ويفتروا على الله حين يفتون فتاوى شيطانية بالتحريم تسبب الفتن والقلاقل والصدام في المجتمعات الإنسانية لا بد من فهم رسالة الإسلام على أنها رسالة سلام لكل الناس يعلوها أحد أسماء الله الحسنى (السلام)، ولذلك فإن كنا مسلمين حقًا فعلينا التمسك بكتاب الله وآياته التي تدعو الناس جميعًا لكي يعيشوا حياتهم في أمن وسلام".